رواية عشق مهدور الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سعاد محمد


 رواية عشق مهدور الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم سعاد محمد 


#التاسع_والعشرون 

#عشق_مهدور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بـ شقة آصف

تعجب رحيم سائلًا بإندهاش: 

تنصدمي فيا ليه!. 


توترت سهيله سائله بنفاذ صبر وإلحاح: 

رحيم إنت صحيح أخويا الصغير، بس أنا عارفاك كويس وبفهم نظراتك، ومتأكده إن فى شئ بينك وبين آصف وسبق دافعت عنه، قولي أيه السر يا رحيم، مش عاوزه أتصدم لما أعرفه من آصف، وقتها مش.... 


قاطعها رحيم قائلًا: 

آصف هو السبب إنهم قبلوني كُلية الشرطه. 


نظرت سهيله  له بعدم فهم سائلة: 

مش فاهمه، يعني أيه هو السبب فى قبولك فى كلية الشرطه؟. 


رد رحيم بتفسير: 

أنا كنت إترفضت من القبول فى كلية الشرطه يا سهيله. 


تسألت سهيله  بإستغراب: 

مش فاهمه أيه دخل آصف...وبعدين إنت كان مجموعك فى الثانويه كويس،كمان كنت أخدت بطولات فى الكارتيه بطل جمهورية. 


ضحك رحيم بسخريه قائلًا: 

بس لا المجموع ولا بطل الجمهورية كانوا سبب كافى لقبولي فى كلية الشرطه. 


تنهدت سهيله بنفاذ صبر: 

أمال أيه اللى كان كافي. 


-الوساطه أو الفلوس. 

هكذا أجابها رحيم، مفسرًا: 

لما إترفض قبولى وقتها واحد قالى فى وسايط بفلوس إنك تدفع مبلغ محترم لشخص يكون له معرفه بأى مسؤول بكُلية الشرطه حتى ده مش مضمون ممكن برضوا ممكن يطلع نصاب، وأرجع أدخل الإختبار واسقط، أو فى حل تانى شوفلك واسطة عضو مجلس شعب أو شخص واصل وده المضمون أكتر.. فكرت وقتها طبعًا حالة بابا الماديه متسمحش بدفع أي مبلغ، عارف هتقوليلى كان ممكن تيتا تديهم لى او طاهر يحولهم لى، بس وقتها خوفت برضوا من الإحتمال الأول وإترفض، فكرت فى الواسطه بصراحه محتارتش كتير، لأنك كنتِ السبب المُباشر اللى شجعني أستعين بـ آصف. 


نظرت له بإستفسار سأله: 

قصدك أيه، إنت عارف إن علاقتي بـ آصف كانت مقطوعه تمامً حتى مشفتوش من بعد ما خرجت من المستشفى  حتى قبل ما يطلقني. 


تبسم رحيم قائلًا: 

ده بالنسبه ليكِ يا سهيله، لكن آصف كان دايمًا قريب منك، أنا شوفته بعينى يوم ما كنتِ بتناقشى رسالة الدراسات العُليا كان موجود فى الجامعه، كمان فى رسالة الماجستير وكمان الدكتوراة، كنت بشوفه ويمكن كمان بابا شافه، إنتِ بس اللى مشفتهوش لأنه مكنش بيقرب منك... بس كان بيبقى موجود من بعيد، أنا كنت صغير ومفهمتش ايه اللى حصل بينك وبين آصف سبب الطلاق بينكم بسرعه أوي كده، حتى كرهته لما عرفت إنه هو كان السبب إنك متقدريش تمشي على رِجليكِ لفترة، وقتها كان نفسى أضربه عشان آذاكِ


ذُهلت سهيله قاىله: 

متأكد إنك شوفت آصف قريب منى، تمام  مش ده المهم قولى إزاي ساعدك. 


تبسم رحيم وتذكر 

[بالصيف قبل أكثر من عام ونصف] 

امام مكتب آصف

جلس على جدار صغير أمام البنايه ينتظر بترقُب للطريق ومدخل البِنايه حتى رأى ترحُل آصف من سيارته، وقف سريعًا ذهب خلفه قبل أن يدخل الى مصعد البنايه الكهربائى نداه: 

آصف. 


إستدار آصف خلفه ينظر له بينما شعر رحيم بالتردُد وقال: 

قصدى أستاذ آصف. 


تبسم له آصف وهو يسير نحو  مكان وقوفه بمدخل البنايه قائلًا: 

رحيم. 


لم يستغرب آصف معرفته له رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات ونصف على إنفصاله عن سهيله، كذالك هو رأه أكثر من مره بعد ذلك... وقف مكانه ليس فقط مُترددًا كذالك يشعر ببعض الخزي هو لم يطلب أى مساعدة سابقًا من أحد، لكن الظروف هى من إضطرته لذلك، كذالك حِلمه الذى عاش عليه منذ أن دخل الدراسه هدفه أن يُصبح شُرطيًا، بينه وببن حِلم حياته عقبة هينه، لكن ليس هين عليه أن يطلب مساعدة  أحد وبالأخص "آصف"، لديه تآنيب ضمير يشعر أنه يطعن سهيله بظهرها، حدثهُ عقله أن يُغادر ربما ليس من نصيبه أن يُصبح ضابطً كما أراد هنالك فُرص أخري ربما هذا أفضل، حسم عقله القرار وكان سيُغادر لولا وضع آصف يدهُ على كتفه وتبسم له بترحيب قائلًا: 

أهلًا يا رحيم بقالي فتره مشوفتكش. 









نظر له رحيم  وتحير عقلهُ آصف منذ أن عرفه وهو صغير كان لطيفًا معه، لكن كان عكس ذلك مع سهيله لا يعلم السبب لذلك،إرتبك عقله  وصمت،حتى آتى أحد سُكان البنايه تجنب هو وآصف له كي يمُر، عاد آصف يبتسم له وجذبه معه للسير قائلًا:

بلاش نوقف فى مدخل العماره

تعالى نطلع مكتبِ ندردش سوا.


كاد رحيم أن يرفض ويتركُه ويغادر،لكن هنالك أمنية فى قلبه يتمني أن يحصُل عليها،كآنه بلا إراده سار مع آصف حتى دخلا الى مكتبه،جلس سويًا،ظل الصمت قليلًا حتى قطعه آصف سائلًا:

إنت خلصت الثانويه العامه،جبت مجموع كويس؟.


أومأ رحيم رأسه وأجابه:

الحمد لله جبت مجموع كويس رغم الكُليه اللى نفسى أدخلها مش بتحتاج لمجموع كبير بتحتاج لحاجات تانيه.


تبسم آصف سائلًا: 

وكلية أيه دى بقى اللى مش بتحتاج لمجموع كبير؟. 


أجابه: 

كلية الشرطه. 


تبسم آصف بتوافق قائلًا: 

فعلًا مش بتحتاج لمجموع  كبير، بس بتحتاج لمهارات بدنيه، واللى أعرفه إنك بطل جمهوريه فى الكارتيه... يعنى مؤهل ليها كويس. 


تهكم رحيم بآسف: 

لاء طبعًا فى الاهم من المؤهلات  البدنيه. 


تسأل آصف

زى أيه المؤهلات دى؟.


صمت رحيم يشعر بكبرياء،ثم نهض قائلًا:

أنا لازم أمشي عشان ألحق ارجع كفر الشيخ قبل الدنيا ما تضلم.


نهض آصف هو الآخر وأمسك يده قائلًا:

رحيم أي شخص من ناحية سهيله له قيمة غاليه عندي وقلبي حاسس إن فى أمر مهم،قولى أيه هو؟.


مازال التردُد والكبرياء يمنع رحيم لكن إستنتج آصف من حديث رحيم عن كُلية الشرطه ومؤهلات القبول فيها،تذكر انها تحتاج الى ما هو أهم من تلك المؤهلات الذى يمتلكها رحيم،هنالك مؤهل خاص وهو "الوساطة"

تحدث مُباشرةً:

إنت قدمت فى كلية الشرطه.


أخفض رحيم رأسه يشعر بآسف،إستشف منه آصف الحقيقه،قائلًا:

أنا ليا صديق والدهُ عميد فى كلية الشرطه،لو تحب أوصيه عليك...كمان ليا تعاملات خاثه الشخصيات المهمه فى كلية الشرطه من أيام ما كنت قاضى.


رسم رحيم بسمة،فهمها آصف قائلًا:

تمام،تعالى أقعد فهمني أيه اللى حصل،عشان نتفق.


بسبب نبرة صوت آصف الودوده قبل رحيم عرض آصف وسرد له ما حدث،وأنه كان يستطيع تدبير المال لكن يخشي النصب عليه.


تبسم آصف وقام بجذب هاتفه وقام بإتصال لشخص معين،وسرد له عن مؤهلاته المناسبه للإلتحاق بكلية الشرطه، تلقى آصف ترحيب الآخر بنتفيذ رغبته. 


أغلق آصف الهاتف ونظر الى وجه رحيم  قائلًا: 

لما حكيت له عن مؤهلاتك البدنيه وكمان إنك جايب مجموع كويس فى الثانويه،قال البطل ده مُرحب بيه فى كلية الشرطه،كمان أخدت معاه ميعاد فى كلية الشرطه وقالى هات البطل ده معاك.


إنشرح قلب رحيم وتبسم له بإمتنان...نهض واقفًا يقول له:

مُتشكر أوي يا آصف بس ليا عندك رجاء.


نهض آصف مُبتسمً يقول:

مفيش بينا شُكر بس أيه هو الرجاء ده؟.


شعر رحيم بكسوف قائلًا:

لو ربنا اراد وإتقبلت فى كلية الشرطة مش عاوز حد يعرف إن إنت اللى إتوسطت لى.


شعر آصف بغصه،يعلم سبب ذلك،بالتأكيد سهيله هو لا يُريد أن تعرف أنه تقابل مع آصف.


تبسم آصف رغمً عنه قائلًا:

إطمن محدش هيعرف،لآنى معملتش حاجه تستحق إنت اللى إتوسط لك مؤهلاتك.


تبسم رحيم بحنق هو يعلم أى مؤهلات هى من فازت "الوساطه"لا المهارة البدنيه الذى يمتلكها.

[عاد] 

رحيم يبتسم على قول سهيله: 

هو ده السبب اللى بيخليك زى المكسوف منه. 








رد رحيم بآسف: 

ايوا كان نفسي أدخل  كلية الشرطه بدون وسايط، لآنى أستحق ده، لكن طبعًا فى بعض الإمتيازات لازم تكون عند أى طالب، بس أهو قدرت عليها ودخلت كلية الشرطه بمساعدة آصف اللى فضل معايا لحد ما إتأكد إنهم قبلونى، كمان كان من فترة للتانيه بيتصل عليا ويسألني إن كنت محتاج أي حاجة، بس أنا كنت بشكره بذوق. 


شعرت سهيله براحه غريبه فى قلبها وتبسمت لـ رحيم سأله: 

وآصف كان قالك إنه رجعني تاني لذمته؟. 


أومأ  رحيم  راسه بـ لا قائلًا: 

لاء، حتى ملمحش بسؤال عنك، يمكن كان مش عاوز يحسسني إنه بيعمل خدمه مقابل غرض فى دماغه. 


تبسمت سهيله تشعر بشعور غريب يدُق بقلبها، لكن سألت  رحيم: 

يعني محدش يعرف إن آصف ساعدك غيري. 


رد رحيم بنفي: 

لاء فى، طاهر يعرف هو كمان ولما حكيت له إضايق مني وقالى ليه تطلب منه مساعدة إنت مش محتاجها كان سهل أحولك أى مبلغ تحتاجه، كنا فى غنا عن جمايلهُ. 


تبسمت سهيله تشعر بفخر قائله: 

طاهر أكتر شخص مش بيحب آصف زى تيتا آسميه. 


تبسم رحيم وهو يضع يدهُ على كتف سهيله يضمها له قائلًا: 

إحنا أخواتك الرِجاله يا سهيله وإنت غاليه علينا جدًا، كفايه إنك أختنا الكبيرة، إحنا التلاته ملناش غير بعض. 


رفعت سهيله رأسها ونظرت لـ رحيم وصفعته بخفه على صدرهُ قائله: 

أختنا الكبيرة  هى هويدا، وإحنا أربعه مش تلاته بطل سخافتك دى ولا عشان مش بترتاح معاها تقوم تلغي وجودها...إدعي لها ربنا يهديها وتعقل وتعرف قيمة إبنها.


تنهد رحيم ببسمه قائلًا بفتور:

آمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بشقه خاصه قريبه من شقة آصف. 

تبسمت شُكران وهى تضُم روميساء أسفل كتفها قائله: 

نورتم مصر. 


تبسمت لها روميساء التى شعرت معها بأُلفه غريبه رغم أنها تراها للمره الاولى لكن شعرت معها بدفئ خاص ومودة. 


تبسم لها مدحت قائلًا: 

مصر منوره بأهلها. 


تبسمت شُكران  له قائله: 

وإنتم بقيتوا من أهلها خلاص، والله لما آيسر كلمني عالموبايل وقالى  إنه كتب كتابهُ على بنت فى ألمانيا قلبي إنشرح معرفش ليه، رغم إن كان جوايا خوف بسبب سفرهُ الكتير، يجي فى يوم ويقولى أنا أتجوزت أجنبية، بس لما قالي إنك عربيه ولبنانيه قولت أكيد عارفه أخلاقنا كويس، ولما كلمتك عالموبايل عشان أباركلك دخلتِ قلبي من مجرد صوتك ومكنتش أعرف إنك حلوة أوي كده، كنت بقول يمكن آيسر بيبالغ زى عادته فى أي شئ، بس أول مره يطلع صادق بنسبه ميه فى الميه.


شعرت روميساء بأُلفه من حديث شُكران الواضح وشعرت بغرابه كيف لإمرأة بتلك الموده والتآلف يتزوج زوجها بأخري وهى قابله بذلك،شعرت بفضول ان ترا هذا "أسعد"

كى تكتمل الصورة لديها.


بينما تبسمت شُكران قائله:

معزتك فى قلبي زى سهيله مرات آصف،هى كان نفسها تجي وتستقبلك معايا بس هى دكتورة وملهاش مواعيد ثابته،وللآسف هى دلوقتي زمانها فى المستشفى اللى بتشتغل فيها،بس ملحوقه بكره تتعرفوا على بعض وقلبي حاسس إنكم هتبقوا أصحاب وأخوات.


تبسم آيسر مازحً:

آه طبعًا ومش بعيد يتفقوا عليا انا وآصف اللى طردتني من شقته عشان راحة مراتهُ. 


تبسمت شُكران  قائله: 

مش عشان راحة مراته عشان ده الذوق، مهما كان كل واحده بتبقى عاوزه تاخد راحتها فى المكان اللى عايشه فيه، وأنا وصفوانه ستات زيها يعني مش هتحس بحرج مننا. 


تبسمت روميساء  ووافقت شُكران قائله: 

فعلًا يا طنط، بس هو فى نوعيه كده بتبقى بجحه وعندها ثقاله ومعدوم عندها إحساس الإحراج وبتفكر كل الناس زيها معندهاش ذوق. 


ضحك مدحت كذالك شُكران التى فهمت تلميح روميساء، بينما تبسم آيسر يعلم انها تقصده بذلك... 

تذكر أول قُبله إختطفها من شفاه روميساء










[بالعودة ليوم عقد قرانهم]

بإحد غُرف قُنصلية مصر بـ ألمانيا 

مُرغمة وقعت روميساء على تلك الوثيقه المدنيه التى تُثبت زواجها من آيسر لكن تفاجئت برجل ذو هيبه واضحه يبدوا من ملامحه أنه رجُل دين 

نهض آيسر وإستقبله مُبتسمً ثم نظر الى روميساء قائلًا: 

جبت لك مبعوث "الأزهر الشريف" هنا فى ألمانيا عشان يكمل كتب كتابنا، أكيد وكيلك هو عمِ مدحت، يلا يا سيدنا الشيخ خلينا نعقد القران. 


للحظه لمعت عين روميساء  ببسمه إنشراح فى صدرها، لكن عادت  الى جمودها مره أخري تدعي الضيق منه، 

بعد قليل أتم الشيخ عقد القران وقال جلمة الزواج المعهوده "بارك الله لهم وبارك عليهما وجمع بينهما فى خير" 


ترك آيسر يد مدحت ثم نظر الى روميساء  بظفر قائلًا: 

كده بقيت رسمى حرم الطيار /آيسر أسعد شُعيب. 


أخفت بسمتها خلف غيظها منه، بينما تقبل آيسر التهانى من بعض الحضور، اللذين إنصرفوا بعد قليل تاركين الغرفه فقط للعروسين، أعلق آيسر خلفهم باب الغرفه  ثم عاد ينظر الى روميساء غامزًا بوقاحه قائلًا: 

كده الرومس بقت زوجة رسميه ليا، يعني براحتي بقى. 


للحظه شعرت روميساء بخجل من نظرة عينيه التى تراها لاول مره بهذه الوقاحه،إرتبكت وتوترت أكثر حين جذبها من خصرها على غفله منها، وقبلها فجأة، أربكت المفاجأة عقلها الذى تنحي للحظات قبل أن تستوعب ذلك ورفعت يديها تقوم بدفعه عنها، لكن هو أحكم حِصار يديه عليها، وظل يُقبلها الى أن شعر بإنخفاض نفسيهما، ترك شِفاها وظل مُحتضنها للحظات قبل أن تفيق روميساء من غفوة عقلها وقامت بدفعه عنها قائله  بإستهجان: 

إظهر عـ حقيقتك يا وقح، بس لا تفكر إني راح تمم هديك الزواج، و.... 


قاطعها آيسر مُبتسمً يقول: 

الزواج تم خلاص يا رومسي العنيفه، هو الزفاف بس اللى ناقص واوعدك اعملك فرح ولا ألف ليله وليله، بس مش هنا فى مصر كمان هعرفك عالحجه شُكران ومتاكد أول ما هتشوفيها هتحبيها من قلبك... خلينا نطلع للضيوف لا عقلهم يروح لبعيد ويفكروا إنك واقعه ومستعجله على إتمام جوازنا. 


تعصبت روميساء ورفعت يدها وصفعت كتفه بخفه قائله: 

كنت عم تمثل إنك مؤدب، وهلأ ظهرت حقيقتك يا..... 


قاطعها آيسر حين جذبها مره أخري وقام بإسكاتها بألذ طريقه له، قُبلة خاطفه ثم تركها قبل أن تتهجم عليه فتح باب الغرفه يبتسم، بينما هى لجمت غضبها  بصعوبه. 


[عودة] 

عاد آيسر يبتسم حين نهضت شُكران  واقفه تقول بمودة:

إنتم جايين من سفر ولازمكم راحه،هستأذن أنا وصفوانه وبكره إن شاء الله هاجي مع سهيله أعرفكم على بعض متاكدة إنكم هتحبوا بعض لأنكم متفرقوش عن بعض قلوبك صافيه،بس للآسف حظكم وقعكم فى ولادي اللى ناقصين تربيه ودى مهمتكم بقى تطوعهم على إيديكم حسب شطارتكم. 


نهضت روميساء  مُبتسمه توافق شُكران  فى ذلك لكن شعورها معها جعلها تتمني بقاء، جلوسها وقت أكثر معها، لكن خجلت أن تطلب ذلك، فإن كان هذا الأحمق صدق بشئ هو خين أخبرها أنها ستُحب "الحجه شُكران"وربما مستقبلا تملأ قلبها بشعور الأمومه المفقود. 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بشقة عادل

كان عادل يجلس على تلك الآريكه بردهة الشقه، ينظر الى تلك الدلايه السوداء الذى سقطت من شهيره، تبدوا كقطعة ألماس حقيقيه تذكر حين وجدها على الأرض بعد ان صعدت شهيره الى سيارتها، ربما سقطت منها سهوًا دون ان تراها، لمعت عينيه مثل  بريق تلك الدلايه، وفكر فى الإتصال على شهيره وأخبارها، ربما هذا فرصه عليه إنتهازها،لكن قبل أن يفتح هاتفه صدح جرس باب الشقه،نهض متوجهًا نحو باب الشقه،قام بفتحه وتفاجئ بـ هويدا أمامه،سأمت ملامحه،بينما هويدا رسمت بسمة داهيه قائله:

هقف كتير عالباب مش هتقولى إتفضلي متنساش إحنا لسه متجوزين،صحيح إتقفنا عالإنفصال بهدوء بس لسه الإجراءات مخلصتش،وده اللى جايه عشان نتكلم فيه.









تنحي عادل على جنب الباب،دلفت هويدا الى الشقه أغلق عادل خلفها الباب بينما أثناء إستدارته سقطت تلك الدلايه من يدهُ على الارض سهوًا،إنحني سريعًا وجذبها بيده وإستقام يضعها بجيب بنطاله،لكن كانت هويدا لمحت تلك الدلايه بوضوح لم تهتم بها،ونظرت الى عادل قائله:

هدخل فى الموضوع مباشرةً...أنا عارفه إن اللى مخليك مآجل طلاقنا هو حقوقي الشرعيه،اللى مش هتقدر تدفعها سواء القايمه او المؤخر،أنا بسهلها عليك المؤخر متنازله عنه،وقيمة القايمه كمان بس هاخد التجهيزات اللى أهلى كانوا جايبنها،يعني تعتبر طلعت من الجوازة بدون خساير،لا ليك ولا ليا.


نظر لها عادل بآسف قائلًا:

متأكده إن مفيش حد فينا خسران،وإبننا اللى ظلمناه...بـ أب وأم ميستحقوش يبقي عندهم طفل.


نظرت له قائله:

إبني انا عارفه قيمته كويس وعشان كده سيباه عند أهلى لأني متاكده انهم هيهتموا بيه،مش زى والدتك اللى طول الوقت بتدعي المرض وإنها مش قد مسؤولية الإهتمام بطفل،أعتقد كده إنتهينا،كلم أى محامي يكتب تنازل عن حقوقى وأنا همضيلك عليه.


كانت نظراتهم لبعض مثل الاعداء اللذان يتفقان على هدنة أو بالاصح كل منهم يتنازل عن سلاحه ظنًا أنه وصل الى غايته من الآخر. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد منتصف الليل 

بمحطة قطار القاهرة

ترجل آصف من القطار وسار الى أن خرج خارج المحطة تبسم لذاك الذى ترجل من السيارة وإقترب منه قائلًا: 

حمدالله  عالسلامه يا باشا مبروك الفوز فى القضيه. 


تبسم له آصف قائلًا: 

مُتشكر فين السيديهات اللى وصلت ليها. 


تبسم له قائلًا: 

السيديهات فى شنطه فى العربيه يا باشا. 


تبسم له آصف  قائلًا: 

تمام عمولتك محفوظه، روح إنت لولادك تصبح على خير. 


تبسم له الآخر قائلًا: 

خيرك سابق يا باشا، تصبح على خير. 


غادر الآخر، وصعد آصف الى السياره، رأى تلك الحقيبه الموضوعه على المقعد  المجاور لعجلة القياده، أشعل السيارة وبدأ فى قيادتها، لكن آتى الى عقله ذكرى قديمه، حين قرر الزواج من سهيله قبل مقتل سامر، كان عائدًا أيضًا بهذا الوقت من "أسيوط" كان بداخله أمنيات جميله يتمني ان يصل لها لكن القدر وقتها حطم كُل تلك الامنيات، بهذه الأقراص هل يوجد حقيقة هوية قاتل سامر الذى مازال ينعم بلا قصاص، زفر نفسه بعقل تائه لا يوجد طرف خيط يدل على هوية القاتل يتمني أن يجد بين تلك الاقراص ذاك الطرف.... 


بعد قليل، وصل الى الشقه ودخل إليها سار بالممر بين الغرف كانت غرفة سهيله بابها  مفتوح، تنهد هو يعلم أنها  لم تعود من المشفى بسبب موعد عملها، نظر الى ساعة يدهُ لم يتبقى امامها وقت كثير للعوده، ربما هى بالطريق الآن، رغم شعوره بالإجهاد لكن فضل انتظارها ورؤيتها... لكن رغم دفئ الشقه يشعر بالبرد فقال: 

أما اروح المطبخ أشرب أي حاجة  دافيه. 


بالفعل فتح الثلاجه وأخذ منها عبوة حليب وسكب القليل فى إيناء صغير ثم وضعه على المقود وأشعله ثم إنتظر قليلًا حتى إقترب من الغليان، أطفئ الموقد وحمل الإيناء سكب ما به فى كوب زحاجي،ثم توجه الى باب المطبخ.









بنفس الوقت دخلت سهيله الى الشقه تشعر بالإرهاق هى الاخري،لكن لاحظت نور قادم من المطبخ،إستغربت ذلك لكن أخبرت نفسها:

يمكن طنط شكران ولا الخاله صفوانه،أما أروح اشوف مين فيهم وأسألها ايه اللى مسهرها لحد دلوقتي.


بالفعل توجهت نحو المطبخ بنفس اللحظة التى وصلت فيها الى أمام المطبخ كان آصف يضع يدهُ على ذر الإنارة وأطفأهُ وخرج من باب المطبخ يصتدم بجسد سهيله التى أصبحت بين يديه...

بينما إنخضت سهيله حين تفاجئت بـ آصف للحظه لم تنتبه أنها بين يديه وقالت بتلقائيه وإستغراب:

آصف!

امتي رجعت؟.


رغم تلك الحرارة الذى يشعر بها فى كف يدهُ بسبب إنسكاب جزء من اللبن الساحن عليه،لكن هنالك حرارة أقوى فى قلبه وهو يشعر بانفاس سهيله قريبه منه كذالك جسدها كآنها تحتضنه بالفعل هو إحتصنها بيده الخاليه،للحظه غفي عقل سهيله ولكن سُرعان ما إنتبهت وعادت للخلف رغم أنها لم تشعر بالرهبه فى هذا الوقت،لكن عادت تسأله:

أمتي رجعت مش كنت بتقول هتبات ليلتين فى أسيوط.


نظر لها قائلًا عن قصد:

مكنتش أعرف إن رجوعي قبل ميعادي هيضايقك.


إستغربت سهيله وكادت تزلف قائله:

وأيه اللى هيضايقني فى رجوعك،بالعكس...قصدى بس إتفاجئت.


نظر آصف الى ملامح وجهها سألًا:

ويا ترا مفاجأة حلوه ولا...


نظرت له سهيله وصمتت للحظات تشعر بشعور غريب،قبل أن تقاومه قائله بتتويه:

أكيد جاي من أسيوط مُرهق وانا كمان مُرهقه هروح أنام تصبح على خير.


تبسم آصف رغم غصة قلبه ومد يدهُ بكوب اللبن لها قائلًا:.

خدي إشربي كوباية اللبن دي هتخليكِ تسترخي وتنامي بهدوء.


رفضت سهيله قائله:

لاء مش....


قاطعها آصف وإرتشف منها بعض قطرات ثم قال:

على فكره ده لبن مش محطوط فيه أى حاجه غير معلقة سُكر واحده.


فهمت سهيله قصد آصف أنها تشك أن يكون واضع أي شى ضار بكوب اللبن شعرت بوخز فى قلبها هو فهمها خطأ لم يصل تفكيرها الى ذلك،هى فقط لم تُريد أن تأخذ شئ أعدهُ لنفسه.


مدت يدها وأخذت كوب اللبن منه قائله:

تصبح على خير يا آصف.










تبسم لها آصف وتنهد بإشتياق بعد ان دخلت الى غرفتها،عاد للمطبخ سكب كوب آخر من اللبن وأخذه وذهب الى غرفته لكن باب غرفة سهيله كان مُغلقًا،بالتأكيد هى أغلقته حتى تقون بتبديل ملابسها،ذهب نحو غرفته 

وضع كوب اللبن على طاولة جوار الفراش وترك جسدهُ يتمدد على الفراش بتنهد بسعاده يشعر بأمل سهيله لم ترتجف وهى بين يديه قبل قليله،يكفيه ذاك العناق بعد إرهاق اليوم.


بينما سهيله دخلت الى غرفتها اغلقت البابةعمدًا حتى  تهدا تلك المشاعر التى تُسيطر عليها  كآنها نسيت ان الذى أمامها آصف،بل هنالك شعور آخر تشعر به الآن عكس ليلة أمس،كان هنالك رهبه فى قلبها الليله زالت تلك الرهبه...أيعقل ان آصف أصبح مصدر أمان لها.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور عشر أيام 

بشقة آصف

استيقظ من نومه على صوت رنين هاتفه،فتح عينيه بضحر وجذب هاتفه ونظر الى الشاشه قرر عدم الرد والعوده الى النوم مره أخري،لكن إستمر رنين الهاتف بإلحاح...غصبً قام بالرد ليسمع إندفاع آيسر قائلًا:

إنت نايم وناسى إن فرح أخوك النهارده ولازم تكون جانبه وتساعدهُ.


تثائب آصف وقال بإستهزاء:

وهساعدك فى أيه،هحلقلك دقنك،ولا ألبسك البدله.


تبسم آيسر قائلًا:

لاء تبقى جانبي تديني نصايح وتحفيز وتشجيع كده،بصفتك راجل متجوز.


تهكم آصف بسخريه قائلًا:

أنا واحد ينفعك فى المواضيع دى كنت نفعت نفسي أقولك إتصل بـ " أسعد شُعيب"هو عاش التجربه دى تلات مرات أكيد عنده خبرة مضمونه فى التعامل مع الزوجه فى أول ليله،بس أعتقد ده كان مع الإثنين الاولانين كان هو الخبير مكنش عندهم خبرة،إنما الليدي شهيره أعتقد هى اللى كانت خبيرة،يلا طالما صحيت هقوم أفطر وبعدها هجيلك الاوتيل اللى إنت مطرود ليه مؤقتًا.


تبسم آيسر قائلًا:

مش لوحدي مطرود كمان عمِ مدحت هنا معايا فى الاوتيل،بعد ما ماما هى وصفوانه باتوا مع رومس فى الشقه عشان تجهيزاتها للفرح،رومس ليها حظ عني لقت اللى يساعدوها.


تبسم آصف قائلًا:

تصدق صعبت عليا وحسيت إنك لقيط،يلا بطل رغي هقوم أفطر وبعدها هجيلك.


تبسم آيسر بمرح قائلًا بمغزي:

أوعي تنتهز الفرصه إنك مع سهيله لوحدكم فى الشقه وتنساني هنا لوحدي...الشيطان شاطر،ما إجتمع رجلُ وإمرأة الا وكان الشيطان ثالثهما.


ضحك آصف قائلًا:

طب ياريت الشيطان يبقى تالتنا،يلا كفايه رغي عالصبح.


أغلق آصف الهاتف وضعه جواره على الفراش، ظل قليلًا ثم نهض من فوق الفراش وعن قصد منه بدل ثيابه الى بنطال منزلى وفوقه كنزه تُشبه لكن ترك سِحابها مفتوحًا الى منتصف بطنه، وذهب الى المطبخ...  









بينما بغرفة سهيله إستيقظت من النوم هى الأخرى على صوت تنبيه هاتفها التى قامت بضبطه ليلة أمس بعد أن جفاها النوم لاوقات طويله خشيت ان يسحبها بغفوة وتنام دون ان تدري ويسرقها الوقت حين تستيقظ، لابد أن تذهب الى شقة آيسر كي تُساعد روميساء فى التجهيزات الاخيره لعُرسها اليوم، كانت تود المبيت معهن بتلك الشقه ليلة أمس  لكن شُكران أخجلتها حين طلبت منها العوده لشقة آصف من أجل أن تجلب لها بعض الاغراض الخاصه بها،وكان قد تاخر الوقت لعودتها إليها بنفس الليله،طلبت أن تأتى لها معها صباحً... 

نهضت من فوق الفراش وإرتدت مئزر ثقيل فوق منامتها وذهبت نحو المطبخ، لكن توقفت على باب المطبخ حين رات آصف يقف خلف الموقد يُعطيها ظهره، ظلت صامته للحظات حتى قال آصف: 

صباح الخير  يا سهيله. 


إستجمعت شجاعتها ودلفت خطوات الى المطبخ،لكن فجاة تيبس جسدها حين إستدار آصف لها ورأت صدره العاري أسفل منامته المفتوح سِحابها الى منتصف بطنه...شعرت بتوتر كذالك رجفه،لكن تعمد آصف الإقتراب منها قائلًا:

أنا جهزت الفطور لينا خلينا نقعد نفطر هنا فى المطبخ.


إقترب آصف أكثر عن عمد منه حتى أصبح الفرق خطوه واحده،عادت سهيله للخلف بتلقائيه قائله بتهرب:

أنا مش جعانه،هروح أجهز الاغراض اللى طنط شكران طلبتها مني.


قبل أن تخطو سهيله خطوه أخري جذبها آصف من ساعد يدها وضمها لصدره ونظر الى عينيها قائلًا:

الفطور هيبرد،خلينا نفطر الأول وبعدها ألاغراض مش هتاخد وقت.


نبرة آصف الناعمه زادت الرجفه بجسد سهيله،لكن إستغربت تلك الرجفه ليست رهبه او خوف منه كما كان سابقًا،لكن نظرت الى يدهُ التى تقبض على ساعدها تذكرت تلك الأصفاد،أغمضت عينيها للحظه وحين فتحتها تفاجئت بـ آصف كاد يُقبلها،لكن هى عادت برأسها للخلف وسحبت يدها من يدهُ قائله:

تمام خلينا نفطر.


سأم قلب آصف بغصه بعد ان فشل فى نيل تلك القُبله،لكن تبسم لـ سهيله التى جلست خلف تلك الطاوله تقول بمدح:

لاء شكل السفره كتير حلو يفتح النفس،هفطر بسرعه وأجيب أغراض طنط شكران،وبعدها أبقى وصلني لعندها.


تبسم آصف وهو يجلس جوارها يتناولا الطعام بحديث هادئ بينهم،كل منهم لا يعلم كيف مرت عليه الليله الماضيه وهما وحدهما بالشقه 

آصف قاوم كى لا يذهب لها مُشتاقًا  

سهيله قاومت تلك الرهبه فى قلبها. 

......... 









 

مساءً

بقاعة العُرس

أثناء الرقصه الأولى للعروسين، كان أيسر يضم روميساء بين يديه، كذالك آصف الذى يُشاركه هو الآخر بـ الرقص مع سهيله المتوتره. 

وضعت شكران يديها أسفل ذقنها تبتسم بإنشراح فى قلبها وهى تنظر الى 

آصف وآيسر اللذان يضُمان زوجاتهن بين أيديهن، كل منهم بهذه اللحظة يشعر أنه إمتلك سعادة الكون بوجود من إمتلكن خفقات قلبيهم رغم أنها على يقين أنهن عنيدات لكن يكفي بسمة ولديها الآن ، غامت دمعه بعينيها على الثالث المفقود لكن موجود بقلبها، تنهدت بآلم لكن أخفت. ذلك خلف بسمتها التى خرجت من قلبها أيضًا، الحياة ليست ورديه، هنالك أيضًا خطوط سوداء تترك أثارها واضحً فى القلب... 

كذالك بعض الإنحناءات لتواكب الوقت، هى إنحنت لـ أسعد حين أخبرها بزواحه من شهيره، ربما لم يكُن إنحناءًا، كان إحتياجً من أجل راحة أبنائها، لكن هى من وضعت آلامها بصدرها الذى لم يتحمل كثيرًا ومرضت، لكن ربما شعرت ببعض التعافي حين إبتعدت عن سبب ذاك الآلم "أسعد شُعيب". 


بينما عين أسعد رافقتها طوال الوقت بحركتها بخفه بين ضيوف العُرس، لأول مره يلاحظ أنها مُجامله ولبقه، عكس تلك الإنطوائيه الذى كان يظنها، هى لم تكن إنطوائيه، بل كانت 

شخصيه تُفضل منزلها عن تلك المظاهر المُنافقه، عيناهُ رأتها الليله بنظرة مختلفه، 

إمرأة يتمناها أى رجُل، وإن كان هنالك عروسّ الليله  فهي..... شُكران. 


«يتبع» 

للحكايه بقيه.


                الفصل الثلاثون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×